الأسنان هذه الهياكل الصغيرة والمهمة في جسم الإنسان، تحمل في طياتها أسرارًا كثيرة. إنها ليست مجرد أدوات لمضغ الطعام والمظهر الجمالي، بل هي أيضًا مفاتيح للصحة العامة والراحة اليومية. بالإضافة إلى دورها الهام في جهاز النطق. هل تساءلت يومًا عن مكونات الأسنان و ما هي المواد التي تتكون منها الأسنان، أو كيف تتكون الأسنان؟ وهل تنتمي الأسنان في تكوينها من الكالسيوم وفيتامين د إلى العظام؟
عزيزي القارئ، سنتعرف في هذه المقالة إلى الأسنان ووظيفتها، ومراحل تكونها قبل ان نتعرف إلى مكونات الأسنان، ما هي المواد التي تتكون منها الأسنان . بالإضافة إلى أنواع الأسنان، وبعض النصائح للحفاظ على أسنانك. ثم بعض المعلومات البسيطة عن جير الأسنان، وتسوس الأسنان.
عناصر المقالة
- ما هي الأسنان
- وظيفة الأسنان
- مراحل تكون الأسنان
- أنواع الأسنان
- المواد التي تتكون منها الأسنان
- نصائح للاهتمام بالأسنان
ما هي الأسنان؟
الأسنان هي تلك الهياكل الصلبة الموجودة بالفكين، وتتسم بقوتها و تكوينها المميز من المعادن التي تدعم دورها في مضغ الطعام وطحنه. تعد الأسنان والفم أولى أعضاء الجهاز الهضمي.
وظيفة الأسنان
تتعدد وظائف الأسنان لتشمل:
- مضغ الطعام
مضغ الطعام وطحنه هو الوظيفة الرئيسية للأسنان. فهي بذلك تبدأ أولى مراحل عملية الهضم عن طريق تفتيت الطعام ومزجه باللعاب؛ الذي بدوره يقوم بهضم الذكريات والنشويات. يعاني الأفراد الذين لديهم مشكلات في الأسنان عسرًا في الهضم نتيجة عدم مضغ الطعام بدرجة جيدة.
- المظهر الجمالي
خلق الله تعالى الإنسان في أحسن تقويم. فجاء خلق الأسنان وتكوينها ليتم الصورة الجمالية للوجه، وكانت الأسنان الصحية الصحيحة هي عنوان الابتسامة الجميلة فتبارك الله أحسن الخالقين.
- جهاز النطق
يعتقد البعض أن دور الأسنان يقتصر على مضغ الطعام، والمظهر الجمالي فقط. ولكن ما يجهله الكثيرون هو أن الأسنان جزء من جهاز النطق؛ بالأخص الأسنان الأمامية والأضراس. فهي المسئولة عن مخارج الحروف والتحدث بكلمات واضحة وصحيحة.
مراحل تكون الأسنان
تبدأ مراحل تكون الأسنان في الأجنة بدءًا من الأسبوع السادس من الحمل. حيث تتشكل المادة الأساسية للسن ثم تتكون اللثة في الأسبوع الثامن. أما عن جذور الأسنان فهي تبدأ في التكون من الاسبوع العاشر وتستمر في النمو طوال فترة الحمل. يتكون كل من النسيج الصلب للأسنان (المينا)، وطبقة العاج في الشهر الثالث إلى الرابع.
تأتي مرحلة ما بعد الولادة لتبدأ الأسنان الأمامية في شق اللثة والخروج عند بلوغ الطفل الشهر السادس، ثم تتوالى الأسنان في الظهور حتى يكتمل عددها 20 سن وتسمى الأسنان اللبنية.
تعرف أيضًا على:
تتبدل الأسنان اللبنية بأسنان دائمة في المرحلة العمرية ما بين 6-12 عامًا. بدءًا من الأسنان الأمامية السفلية والعلوية ثم الأنياب والأضراس. يبلغ عدد الأسنان الدائمة 32 من الأسنان والأنياب والأضراس.
أنواع الأسنان
يحتوي فم الإنسان البالغ على 32 سن وضرس تتنوع وتختلف فيما بينها من حيث الوظيفة والشكل، وذلك لإتمام عملية المضغ. نجد أن هناك أربعة أنواع من الأسنان هم:
- القواطع: وهي الأسنان الأمامية ودورها تقطيع الطعام إلى أجزاء صغيرة وعددها 8 فى الفكين.
- الأنياب: وهي الأسنان المدببة التي تقع على جانبي القواطع، وتساعد على تمزيق الطعام . وتتميز بجذور أطول من تلك التي في القواعد، لذا فهي أقوى وعددها 4 فى الفكين.
- الضواحك: وهي الأسنان المسطحة ذات النتوءات خلف الأنياب. تتميز بأنها ذات جذور أطول من الأنياب، ومن ثم فهي أقوى ودورها طحن الطعام وعددها 4 فى الفكين.
- الأضراس: هي الأسنان الكبيرة المسطحة ذات النتوءات في الجزء الخلفي من الفم، وهي المسئولة عن سحق الطعام وطحنه تمامًا. لذلك فإنها أقوى الأسنان ولها جذور طويلة وقوية، (وعددها 12 فى الفكين + 4 أضراس عقل للبالغين).
المواد التي تتكون منها الأسنان
مكونات الأسنان يقصد بها المواد التي تتكون منها الأسنان. ويعتقد البعض أن الأسنان تنتمي إلى العظام، وهذا اعتقاد خاطيء. حيث نتج عن اشتراك الأسنان والعظام في الاعتماد على الكالسيوم و فيتامين د في التكوين. لنتعرف معًا إلى مكونات الأسنان، إذ يتكون السن من ثلاث طبقات لكل منها صفات خاصة، وتشمل:
طبقة المينا Enamel | أولى المواد التي تتكون منها الأسنان
طبقة المينا بالأنجليزية Enamel هي أحد مكونات الأسنان وهي الطبقة الخارجية للأسنان. وتدعى أيضًا التاج أو Crown. تحتوي طبقة المينا على نسبة عالية من المعادن التي تعطيها الصلابة والقوة، وهو ما يميزها كغطاء واقي للسن أو الضرس.
تحديدًا مادة الهيدروكسيباتيت Hydroxyapatite، وهي أحد أنواع فوسفات الكالسيوم. كما أنها طبقة لامعة ملساء وغير مسامية ولا تصلها أعصاب أو شعيرات دموية، ولا تعوض إذا فقدت.
طبقة العاج | المكون الثاني من مكونات الأسنان
طبقة العاج هي الطبقة الثانية من مكونات الأسنان إلى الداخل. وهي طبقة صفراء تتكون من المعادن أيضًا ولكن بنسبة أقل من تلك الموجودة في طبقة المينا. لذا فهي طبقة لينة نسبيًا غير شفافة ومسامية، تتصل بها أعصاب. منها يأتي الإحساس بالألم في حال وجود مشكلات الأسنان التى تتآكل فيها طبقة المينا مثل تسوس الأسنان.
الطبقة الداخلية (لب السن) من المواد التي تتكون منها الأسنان
لب السن هو النسيج الحي في مكونات الأسنان، ويسمى أيضًا عصب السن. يصل إليه من الأعصاب والشعيرات الدموية ما يجعله مسئولًا عن تغذية الأسنان وحيويتها. يقل حجمه تدريجيًا مع التقدم في العمر؛ إذ يتحول الجزء الخارجي منه إلى طبقة العاج وتفقد الأسنان حيويتها ونضارتها.
تُظهر لنا مكونات الأسنان أن لون الأسنان ليس أبيضًا ناصعًا، بل هو مزيج من الأبيض المائل للصفرة. يرجع ذلك إلى أن طبقة المينا الخارجية شفافة تعكس لون طبقة العاج أسفلها، ذو اللون الأصفر. تختلف درجات اللون الأصفر من سن إلى آخر؛ فنرى الأسنان الأمامية أفتح من الأضراس الخلفية، بينما تكون الأنياب أكثر اصفرارًا.
مما سبق نجد أن مكونات الأسنان تنقسم إلى قسمين:
- التاج crown أو الطربوش
وهو الجزء الذي يظهر من السن فوق عظم الفك في الفم، وتجد جزءًا صغير من اللثة يغطيه.
- الجذر root
وهو الجزء المدفون في اللثة، ومن ثم فهو الجزء المسئول عن تثبيت السن في عظام الفك. قد يكون الضرس الواحد له جذر أو اثنان أو ثلاثة، وقد تلتحم الجذور معًا أو تبقى منفصلة، وقد تكون معوجة أو مستقيمة.
تحتوي الأسنان على مجسات طبيعية تقيس مقدار القوة الساقطة عليها، فإذا كانت القوة أكبر مما تتحمله السن، ترسل هذه المجسات إشارة إلى الدماغ، مما يؤدي إلى وقف عملية المضغ وفتح الفم بشكل لا إرادي. هذا ما يحدث، على سبيل المثال، عندما يأتي شيء صلب تحت الأسنان أثناء المضغ.
هناك أيضًا عظام ما حول الأسنان، حيث توجد أربطة قوية تقوم بتثبيت الأسنان بالعظام في تجاويف خاصة، هذه الأربطة تعمل كمادة تمتص الصدمات وتقلل من حدتها، ومن ثم تحمي الأسنان من التلف.
نصائح للاهتمام بصحة الفم والأسنان
لاسيما أن معرفة مكونات الأسنان، والمواد التي تتكون منها الأسنان هي أول الطريق للحفاظ على صحة أسنانك، فهي الباب الرئيسي للراحة والصحة العامة. هناك خطوات عديدة للاهتمام بصحة الفم والأسنان، تشمل تلك الخطوات:
1.تفريش الأسنان
إن استخدام الفرشاة والمعجون المناسبين مرتين يوميًا أمر ضروري للتخلص السريع من بقايا الطعام على الأسنان. فيفضل استخدام فرشاة متوسطة الخشونة، فلا تكون خشنة فتجرح اللثة ولا ناعمة فلا تؤدي مهمتها. تُغسل الأسنان كل فك على حدة عن طريق تحريك الفرشاة من أعلى إلى أسفل في الفك العلوي، ومن أسفل إلى أعلى للفك السفلي.
حرك الفرشاة ذهابًا وإيابًا على السطح الأفقي للأضراس، واحرص على غسل الأسنان من الداخل والخارج، وتفريش اللثة برفق لتنشيط الدورة الدموية. ولا تنسى عزيزي القاريء تفريش اللسان للتخلص من البكتيريا العالقة فيه من بقايا الطعام وتجنب رائحة الفم غير المستحبة.
إقرأ أيضًا
من الجدير بالذكر أن تفريش الأسنان قبل النوم أمرًا ضروريًا؛ لأن فترة النوم هي فترة تنشط فيها البكتيريا بسبب قلة اللعاب وعدم تحريك اللسان. ويُنصح بتغيير الفرشاة كل ثلاثة أشهر.
2.استخدام غسول الأسنان
يعد استخدام غسول الأسنان أحد وسائل رعاية الفم والأسنان، حيث تكمن فائدته في تكوين طبقة عازلة على الأسنان تحول بينها وبين البكتيريا وتقلل من فرص تراكم الجير، كما يحتوي أيضًا على مادة المنوال التي تعطي الفم رائحة طيبة، ومواد أخرى مفيدة للأسنان واللثة.
وهناك نوعان من غسول الأسنان:
- غسول الأسنان العلاجي: وهو الغسول الذي يصفه الطبيب في حالات التهاب اللثة ومشكلات الأسنان. هذا النوع يجب أن يوقف استخدامه بمجرد أن تنتهي المشكلة؛ حتى لا يتسبب في إحداث ضرر في الأسنان.
- غسول وقائي: الغرض منه حماية الأسنان ووقايتها وينصح الأطباء باستخدامه مرتين يوميًا. إقرأ فوائد المضمضة بالماء والملح
3.استخدام خيط الأسنان الطبي
يستطيع الخيط الطبي الوصول إلى أماكن لا تصل إليها فرشاة الأسنان، وبالتالي فهو يحمي الأسنان واللثة من الالتهابات والأمراض في تلك الأماكن. حيث يحتوي على مادة شمعية تساعده على الإنزلاق بين الأسنان وتنظيف ما بينها من بقايا الطعام، ومن ثم حمايتها من تسوس الأسنان الجانبي.
يستخدم عن طريق إدخاله برفق بين الأسنان وجذبه أفقيًا إلى الخارج. لا ينبغي استخدام الخيط العادي أو خلل الأسنان الخشبية أو أي شيء حاد، حتى تتجنب حدوث جروح أو إصابات في اللثة والإصابة بما يُدعى جيوب اللثة.
4. إزالة جير الأسنان
تترسب المعادن الموجودة في الجسم والتي يفرزها اللعاب على سطح الأسنان، و في المنطقة عند التقاء اللثة بالسن أو عنق السنة، فيصبح سطح السنة خشنًا.
مما يؤدي إلى تراكم بقايا الطعام وظهور تصبغات من المشروبات المختلفة، وهو ما يجعل الأسنان عرضة لتراكم البكتيريا وقد يؤدي إلى تآكل طبقة المينا وحدوث التهابات اللثة.
ينصح الأطباء بإجراء جلسة إزالة جير الأسنان مرة كل ستة أشهر للحفاظ صحة الأسنان. لتعرف أكثر عن جير الأسنان.
إقرأ
5. حماية الأسنان من التسوس
هو حدوث تآكل في السن نتيجة تراكم بقايا الطعام عليه؛ فتتغذى عليها البكتيريا الطبيعية الموجودة بالفم وتنتج أحماضًا تسبب تآكل المواد التي تتكون منها الأسنان. تعد مشكلة تسوس الأسنان مشكلة خطيرة قد تتفاقم وتحدث فقد الأسنان إذا لم تعالج، لذا ينصح بتنظيف الأسنان بعد الأكل مباشرة لتفادي تلك المشكلة، وبالأخص السكريات والنشويات والمشروبات الحمضية.
إقرأ أيضًا
في النهاية عزيزي القارئ لعلك الآن قد عرفت مكونات الأسنان والمواد التي تتكون منها الأسنان، وعرفت ان طبقة المينا هي الطبقة القوية الصلبة التي تحمي أسنانك وتدعمها، وعليه فإن حرصك على نظافة أسنانك ورعايتها، يجنبك العديد من المشكلات، بالإضافة إلى أن زيارتك لدكتور الأسنان مرة كل ستة أشهر للاطمئنان على أسنانك، والمبادرة بعلاج أي مشكلة في بدايتها هو أمر هام وضروري للتمتع بأسنان صحية.
الأسئلة الشائعة
تساعد مادة الفلوريد في إعادة تمعدن النقاط الضعيفة في طبقة المينا، ومن ثم فهي تستخدم في علاج التسوس في مراحله الأولى. أضف إلى ذلك أنها تقلل من الأحماض التي تفرزها البكتيريا في الفم، وعليه فإنها تقلل من فرص تآكل طبقة مينا الأسنان في الفم وحدوث التسوس.
لا يمكن للأسنان أن تعيد بناء نفسها إذا حدث بها تلف أو تآكل بدرجة كبيرة، إلا أنه في بعض الحالات البسيطة يمكن إعادة تمعدن لبعض أجزاء من طبقة المينا. أما عن طبقة العاج تعصب السن فإن تلك الأجزاء لا تعيد بناء نفسها. ويكون العلاج من خلال تركيب تيجان أو حشوات الأسنان.
الإحساس بألم الأسنان عند تناول المشروبات الساخنة أو الباردة، أو تغير لون الأسنان من خلال ظهور بقع بيضاء أو تغير اللون إلى الأصفر، هي علامات على ضعف طبقة المينا. أيضا ظهور تشققات أو حفر أو تآكل في حواف الأسنان علامة على ضعف طبقة المينا، الأمر الذي يلزم معه الذهاب إلى طبيب الأسنان لاتخاذ اللازم.
يمكن أن يحدث نقص الأسنان لأسباب وراثية مثل حالات متلازمة داون، أو تشوهات الفك. وقد يحدث أيضا في الأجنة نتيجة تناول الأم بعض العلاجات أثناء الحمل. وقد تؤدي إصابات الفك خلال مرحلة الطفولة إلى نقص نمو بعض الأسنان.
اترك تعليقاً