شهد مجال التسويق الإلكتروني في الآونة الأخيرة بروز مصطلح “كتابة مقال متوافق مع السيو (SEO)”. ولكن، ما هو السيو؟ وما المقصود بمقال متوافق مع السيو؟ وكيف يمكن كتابة هذا النوع من المقالات؟ يجيب هذا المقال عن هذه الأسئلة، ويُقدّم أهم الخطوات التي يمكنك اتباعها لكتابة مقالات تتوافق مع معايير السيو وتصدر نتائج البحث.
عناصر المقال
- ما هو السيو (SEO)؟ وما المقصود بمقال متوافق مع السيو؟
- ما هي خطوات كتابة مقال متوافق مع السيو؟
- الأسئلة الشائعة
ما هو السيو (SEO)؟ وما المقصود بمقال متوافق مع السيو؟
السيو (SEO):
هو اختصار لمصطلح تحسين محركات البحث (Search Engine Optimization)، ويشير إلى مجموعة من الاستراتيجيات والتقنيات المستخدمة لتحسين ظهور المواقع الإلكترونية في نتائج البحث الطبيعية (غير المدفوعة).
وعلى هذا الأساس، يهدف السيو إلى زيادة معدل ظهور المواقع في المراتب الأولى من نتائج البحث، مما يعني أن ذلك يعزز من فرص تفاعل المستخدمين مع المحتوى، وبالتالي يزيد بدوره من عدد الزيارات ووصول الجمهور المستهدف.
مقال متوافق مع السيو (SEO):
هو مقال يتم تصميمه بعناية ليتوافق مع خوارزميات محركات البحث، حيث يُكتب بطريقة مدروسة ومنظمة ليسهل على محركات البحث فهم محتواه وتصنيفه في الصفحات الأولى من نتائج البحث.
يتميز هذا النوع من المقالات بوضوح هيكله، واستخدام الكلمات المفتاحية ذات الصلة بشكل طبيعي، وتقديم محتوى قيّم ومفيد يجذب المستخدمين ويحفزهم على التفاعل مع الموقع.
ما هي خطوات كتابة مقال متوافق مع السيو؟
1. تحديد الكلمة المفتاحية المناسبة
تُعد الكلمات المفتاحية عنصرًا جوهريًا في كتابة المقالات المتوافقة مع السيو (SEO)، حيث تسهم في تحسين محركات البحث وتعزيز ظهور المقال في نتائج البحث الأولى. الكلمة المفتاحية هي عبارة عن كلمة أو مجموعة كلمات تصف الموضوع بدقة، ويستخدمها الجمهور للبحث عن موضوع معين في محركات البحث.
لتحديد الكلمة المفتاحية المناسبة لموضوعك، يُمكنك الاستعانة بأدوات مثل Google Keyword Planner، أو الاطلاع على الاقتراحات التي تقدمها محركات البحث كـ Google. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك متابعة أسئلة الجمهور عبر مواقع مثل Quora وReddit.
بعد اختيار الكلمة المفتاحية، احرص على توظيفها بطريقة ذكية وطبيعية في عنوان المقال ومختلف أجزائه، دون إفراط أو مبالغة، لضمان تحسين ظهوره في نتائج البحث وزيادة فرص الوصول إلى الجمهور المستهدف.
2. فهم نية المستخدم
تُعتبر نية المستخدم (User Intent)، أو ما يُعرف أيضًا بنية البحث (Search Intent)، جزءًا أساسيًا من عملية تحسين محركات البحث (SEO). تكشف هذه النية عن ما يسعى المستخدم إلى تحقيقه أو الوصول إليه من خلال عملية البحث. ببساطة، هي ما يبحث عنه المستخدم.
لفهم نية المستخدم بشكل دقيق، يجب تحليل طبيعة النتائج التي تتصدر محركات البحث للكلمة المفتاحية المستهدفة، مما يساعدك على صياغة محتوى يلبي احتياجات المستخدم ويحقق توقعاته.
يمكن تصنيف نية المستخدم إلى أربعة أنواع رئيسية:
- النية المعلوماتية (Informational Intent): تتعلق برغبة المستخدم في الحصول على إجابات دقيقة لأسئلة محددة، أو التعمق في المعرفة، أو استكشاف موضوع معين.
- النية التصفحية (Navigational Intent): تشير إلى بحث المستخدم عن موقع معين، أو صفحة ويب محددة، أو علامة تجارية بعينها.
- النية المعاملاتية (Transactional Intent): تدل على وصول المستخدم إلى مرحلة اتخاذ قرار الشراء ورغبته في شراء منتج أو خدمة محددة.
- النية التجارية (Commercial Intent): تعكس بحث المستخدمين الذين يقارنون بين خيارات متعددة قبل اتخاذ قرار الشراء النهائي. في هذه المرحلة، يركز المستخدم على مقارنة المنتجات أو الخدمات المختلفة المتاحة.
3. صياغة العنوان الرئيسي
يعد العنوان الرئيسي من العناصر الأساسية في كتابة مقال متوافق مع السيو، حيث لا يقتصر دوره على تحسين محركات البحث (SEO) وجذب انتباه القارئ فقط، بل يساعد أيضًا محركات البحث على فهم محتوى المقال وتحديد موضوعه بدقة.
لصياغة عنوان جذاب، يُنصح باستخدام كلمات أو أرقام لافتة للانتباه، مثل “5 طرق مثبتة…” أو “الدليل الشامل لـ…”، لتحفيز القارئ على النقر والاطلاع على المقال. على سبيل المثال، بدلاً من عنوان تقليدي مثل “حقائق عن القهوة”، يمكن اختيار عنوان أكثر جذبًا مثل “7 حقائق مدهشة عن القهوة لم تكن تعرفها من قبل”.
4. تنظيم هيكل المقال بشكل جيد
يسهم تنظيم هيكل المقال بشكل كبير في تحسين تجربة القارئ وتعزيز ترتيبه في نتائج محركات البحث (SEO). ويُعد تقسيم المقال إلى أجزاء واضحة ومتناسقة من أفضل الأساليب التي تجعل قراءته وفهمه أكثر سهولة وسلاسة لكل من الزوار ومحركات البحث.
يتألف الهيكل الأساسي للمقال من ثلاثة عناصر رئيسية:
- المقدمة: تعد المقدمة المدخل الأساسي لجذب انتباه القارئ وإثارة فضوله. في هذه الفقرة، يتم تقديم نظرة عامة عن الأفكار التي سيتم تناولها في المقال. من المهم تضمين الكلمات المفتاحية الأساسية في المقدمة لتعزيز توافق المقال مع محركات البحث. غالبًا ما يفضل البعض كتابة المقدمة بعد الانتهاء من إعداد باقي أجزاء المقال لضمان شموليتها وارتباطها الوثيق بالمحتوى.
- جسم المقال: يمثل هذا الجزء العمود الفقري للمقال، حيث تُعرض الأفكار والمعلومات بطريقة منطقية ومنظمة. يُقسَّم إلى فقرات قصيرة وسهلة القراءة، تتراوح كل منها بين حوالي 3 إلى 4 سطور، مما يجعل المحتوى أكثر وضوحًا وسهولة في الاستيعاب.
- الخاتمة: هي الجزء الأخير من المقال، حيث تتضمن تلخيصًا موجزًا للنقاط الرئيسية التي تم مناقشتها. يمكن أيضًا للكاتب أن ينهي الخاتمة بجمل تحفيزية تشجع القارئ على اتخاذ إجراء معين (CTA)، مثل الترويج لمنتج أو خدمة ذات صلة بالموضوع.
5. تحديد العناوين الفرعية
تلعب العناوين الفرعية دورًا حيويًا في تحسين ترتيب المقال في محركات البحث، بالإضافة إلى توفير تجربة قراءة مريحة ومنظمة للمستخدم.
تساعد هذه العناوين في تقسيم النص إلى أجزاء متسقة، بحيث يندرج تحت كل عنوان فرعي فكرة واضحة ومباشرة تدعم الموضوع الرئيسي وتوضحه. يسهم هذا الأسلوب في تبسيط القراءة وتقديم المعلومات التي يحتاجها القارئ بكفاءة وفعالية.
يُوصي خبراء السيو بتضمين الكلمات المفتاحية في صياغة العناوين الفرعية، بالإضافة إلى اختيار التنسيقات المناسبة مثل (H2، H3، H4) بما يتماشى مع تسلسل الأفكار. هذه الممارسات تزيد من فرص تصدر المقال للنتائج الأولى في محركات البحث.
ولتسهيل استيعاب المحتوى، ينصح الخبراء باستخدام التعداد النقطي أو الرقمي لترتيب الأفكار، مما يجعل النص أكثر وضوحًا وسلاسة.
6. التأكد من خلو المقال من الأخطاء النحوية والإملائية
يعتقد البعض أن الأخطاء النحوية والإملائية مجرد هفوات بسيطة لا تؤثر بشكل كبير على جودة المقال أو ترتيبه في نتائج البحث. إلا أن الواقع يثبت عكس ذلك؛ فهذه الأخطاء قد تكون سببًا رئيسيًا في تراجع المقال وعدم تصدره صفحات البحث الأولى.
لذلك، من الضروري مراجعة المقال أكثر من مرة وقراءته بصوت عالٍ للتأكد من خلوه من الأخطاء اللغوية.
وللمساعدة في تجنب هذه الأخطاء، يمكنك الاستفادة من أدوات التدقيق النحوي والإملائي، مثل:
- صححلي/Sahehly (يدعم اللغة العربية).
- قلم/ Qalam (يدعم اللغة العربية).
- لسان/ Lisan (يدعم اللغة العربية).
- Grammarly (يدعم اللغة الإنجليزية).
- LanguageTool (يدعم عدة لغات بما فيها اللغة العربية).
7. إضافة الوسائط المتعددة
لا يقتصر تحسين المقالات وفقًا لمعايير محركات البحث على النصوص المكتوبة فقط، بل يمتد ليشمل استخدام الوسائط المتعددة. فإضافة الصور، مقاطع الفيديو، والإنفوجرافيك هي خطوة فعّالة تتجاوز تحسين الشكل الجمالي للمقال لتؤثر بشكل مباشر على تجربة المستخدم وترتيب المقال في نتائج البحث.
من جهة أخرى، تسهم الوسائط المتعددة في كسر رتابة النصوص الطويلة، مما يجعل المقال أكثر جذبًا وأسهل للفهم. كما تعزز من مدة بقاء الزائر على صفحة الموقع، وهو مؤشر مهم يعكس جودة المحتوى بالنسبة لمحركات البحث.
وبفضل تنوع أشكال الوسائط المتعددة، يمكن للمحتوى الوصول إلى شرائح أوسع من الجمهور، بما في ذلك أولئك الذين يفضلون التعلم البصري أو السمعي. تساعد هذه الوسائط أيضًا في تبسيط المفاهيم المعقدة، مما يزيد من قابلية المحتوى للمشاركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويعزز انتشاره.
8. إضافة الروابط الداخلية والخارجية
تشكل الروابط الداخلية والخارجية عاملًا حاسمًا في تحسين ترتيب الموقع على محركات البحث وتعزيز ظهوره في النتائج الأولى.
توجه الروابط الداخلية الزوار من مقال معين داخل الموقع إلى مقالات أو صفحات أخرى ذات صلة ضمن نفس الموقع. تحسن هذه الروابط التنقل داخل الموقع، مما يعزز تجربة المستخدم ويسهم في رفع ترتيب الموقع على محركات البحث.
بينما تنقل الروابط الخارجية الزوار من الموقع إلى مواقع أخرى موثوقة، مما يعزز محتوى المقال بالإشارة إلى مصادر ذات مصداقية ويثري تجربة القراءة. تساهم الروابط الخارجية في تعزيز موثوقية المقال أمام محركات البحث، خاصة عندما توجه إلى مواقع ذات سمعة قوية.
9. توزيع الكلمات المفتاحية بشكل صحيح ومتوازن داخل المقال
من أبرز الأسس لكتابة مقال متوافق مع السيو هو توزيع الكلمات المفتاحية في مختلف أجزاء المقال بشكل سليم وصديق لمحركات البحث، وتكرارها بمعدل يتناسب مع عدد كلمات المقال.
بناءً على ذلك، ينبغي تضمين الكلمات المفتاحية في الأجزاء التالية من المقال:
- العنوان الرئيسي (H1).
- مقدمة المقال، ويٌفضل أن تكون في السطور الأولى من المقدمة.
- العناوين الفرعية (H2, H3, H4).
- رابط المقال (URL).
- وصف المقال (Meta Description).
- النص البديل للصور (Alt Tag Image).
اقرأ المزيد:
الأسئلة الشائعة
كم عدد مرات استخدام الكلمات المفتاحية في المقال المتوافق مع السيو؟
يعتمد ذلك على طول المقال، ولكن ينصح خبراء السيو بتوزيع الكلمات المفتاحية بشكل متوازن، بحيث تتراوح نسبتها بين 1-2% من إجمالي الكلمات، مع الحفاظ على الاستخدام الطبيعي دون حشو. على سبيل المثال، لنفترض أن لديك مقالًا مكونًا من 1000 كلمة، وتستهدف فيه الكلمة المفتاحية “كتابة مقال متوافق مع السيو”. بناءً على النسبة الموصى بها (1-2% من إجمالي الكلمات)، يجب أن تظهر الكلمة المفتاحية بين 10 إلى 20 مرة في المقال.
هل يفضل كتابة مقالات طويلة أم قصيرة للسيو؟
لا يوجد طول مثالي ثابت للمقال، ولكن بشكل عام، تميل المقالات الأطول إلى تحقيق ترتيب أفضل في نتائج البحث، بشرط أن تقدم قيمة حقيقية ومحتوى مفيدًا للمستخدم. ومع ذلك، قد يجد بعض القراء صعوبة في التركيز على مقالات طويلة جدًا. لذلك، يُنصح بكتابة مقالات بطول يتراوح بين 500 و1500 كلمة. هذا الطول يعتبر مثاليًا للإجابة على استفسارات مباشرة أو تغطية مواضيع بسيطة.
بالنسبة للمواضيع المعقدة أو الكلمات المفتاحية ذات المنافسة العالية، يمكن زيادة طول المقال إلى 1500 كلمة أو أكثر. ولكن يجب الحرص على تقسيم المحتوى إلى عناوين فرعية وفقرات قصيرة لسهولة القراءة والفهم. تذكر أن الهدف الأساسي هو تقديم معلومات مفيدة بطريقة جذابة وسهلة الهضم.
كيف يمكن قياس نجاح المقال في السيو؟
هناك العديد من الطرق لقياس نجاح مقال في السيو، من أهمها:
1. ترتيب المقال في نتائج البحث: الاستعانة بأدوات مثل Google Search Console لمراقبة ترتيب المقال للكلمات المفتاحية المستهدفة.
2. عدد الزيارات: الاستفادة من أدوات مشرفى المواقع مثل:
Google Analytics, Google Search Console لتحديد عدد الزيارات التي استقبلها المقال.
3. معدل النقر (CTR): قياس عدد النقرات على رابط المقال في نتائج البحث مقارنة بعدد مرات ظهوره.
4. مدة بقاء الزوار على الصفحة: استخدام Google Analytics لمعرفة متوسط الزمن الذي يقضيه الزوار في قراءة المقال.
5. معدل الارتداد bounce rate: قياس نسبة الزوار الذين يغادرون الموقع بعد زيارة صفحة واحدة فقط.
في ختام هذا المقال، أصبح لديك الفهم الكامل حول كيفية كتابة مقال متوافق مع معايير السيو. باتباعك الخطوات السابقة، يمكنك كتابة محتوى احترافي وجذاب يعزز تصدر مقالك في أولى نتائج محركات البحث.
لا تفوت الفرصة! سجل الآن في دورة “أساسيات كتابة المقالات” المقدمة من موقع أسناني.نت بشكل مجاني، وابدأ رحلتك نحو التميز والإبداع في كتابة المحتوى.
المصادر
اترك تعليقاً