أظهرت دراسة حديثة في المملكة المتحدة محاولة العديد من البالغين تجنب إظهار أسنانهم عند الابتسام، بينما تحاشي 22% منهم تمامًا التقاط الصور. ولكن ما السبب الحقيقي وراء دافعهم الدائم إلى تغطية أفواههم؟
يشعر الأفراد دومًا بالحرج لعدم مثالية شكل أسنانهم من الناحية الجمالية، وهذا سبب منطقي للشعور بعدم الثقة بالنفس عند إظهار الأسنان في الصور أو أمام الأصدقاء. ومع ذلك، قد يكون السبب مرتبطًا بمعاناة الشخص من تسوس الأسنان.
تشمل بعض الأعراض البارزة لتسوس الأسنان غير المعالج اصفرار الأسنان، وتغير لونها، والإصابة بالتهابات اللثة التي تؤدي إلى التورم. تترك جميع هذه الأعراض تأثيرات كثيرة على صحة الفم وعلى الثقة بالنفس. سنتناول في هذا المقال كيفية تأثير الأسنان على الثقة بالنفس على المستويات الآتية:
تأثير الأسنان على الثقه بالنفس في المجتمع
غالبًا ما تمثل الأسنان محور الاهتمام في مظهر الشخص، فهي من أولى الأمور التي نلاحظها عند لقاء أحدهم. سواءً كان ذلك بوعي أو دون وعي. نحن نميل إلى الحكم على شخصيات الآخرين بناءً على مظهر أسنانهم؛ لذلك غالبًا ما يُحكم على من يعانون من اعوجاج الأسنان أو سوء نظافة الأسنان بأنهم يعيشون نمط حياة غير صحي أو أنهم لا يهتمون بنظافتهم الشخصية.
تُشكّل هذه الأحكام الأساس لغيرها. فعندما نرصد ما نعتبره عيبًا في شخص ما نندفع إلى البحث عن مزيد من العيوب في شخصيته. ومن الشائع أن يربط البعض بين سوء حالة الأسنان ورائحة الفم الكريهة؛ ما يدفعهم لاتخاذ خطوة إلى الوراء عند رؤيتهم ومن هنا تتولد شرارة ضعف الثقة بالنفس.
العلاقة بين صحة الأسنان والثقة بالنفس
يمكن أن تؤدي الحالة العامة للأسنان إلى مشكلات نفسية مرتبطة بضعف الثقة بالنفس. ينطبق هذا بشكل خاص على الأشخاص الذين يشعرون بضغط كبير للامتثال لتوقعات المجتمع بهدف الاندماج والحصول على القبول. وفي هذه الحالة، قد يتحول السعي لامتلاك أسنان مثالية إلى هوسًا من ضعف الثقة بالنفس.
قد يؤدي عدم تحقيق المعايير التي نرى أنها مطلوبة – مثل الأسنان البيضاء اللامعة والمتناسقة – إلى الإصابة بالاكتئاب والقلق وانخفاض مستمر في الثقة بالتفس وتقدير الذات على المدى الطويل.
المراهقون والشباب: الأسنان والثقة بالنفس.
يُعدّ عدم الرضا عن مظهر الأسنان مؤشرًا قويًا على ضعف الثقة بالنفس. فقد أظهرت الدراسات أن اضطرابات الأسنان المختلفة، مثل سوء الإطباق، أو إصابة الأسنان الأمامية بصدمة، أو فقدان الأسنان، أو تسوس الأسنان رغم تنظيفها والتي تؤثر بشكل كبير على الجانب الجمالي والسلوك النفسي والاجتماعي لدى المراهقين؛ مما يؤدي إلى تراجع مقدار الثقة بالنفس.
يميل جميع الشباب إلى الشعور بعدم الرضا تجاه شيء ما في مظهرهم، ويزيد اعوجاج الأسنان أو سوء الإطباق من حدة هذا الشعور بالإحباط. حتى الأدوات التصحيحية مثل تقويم الأسنان والتي يمكن أن تدفع المراهقين والشباب إلى الانعزال طوال فترة العلاج. وباختصار، يمكن القول أن الأسنان قد تسهم في تعزيز قلة الثقة بالنفس ومشاعر الذات السلبية .
اقرأ أيضا
ابتسامة مشرقة في أي عمر وسر الثقة بالنفس.
نسعى جميعًا بغض النظر عن أعمارنا لامتلاك جسم صحي، وابتسامة جذابة. قد نستمر ومع تقدمنا في العمر في حمل بعض مشاعر الاستياء تجاه أنفسنا ولكن نميل إلى وضعها جانبًا لصالح أمور أكثر إلحاحًا في الحياة ومن ثم نتقبل أنفسنا كما نحن. ومع ذلك، فإن التقدم في السن يجلب معه مجموعة أخرى من التحديات النفسية.
يواجه كبار السن فقدان الأسنان واللجوء إلى أطقم الأسنان أو كروان الأسنان، وهي أمور تمثل أدلة ملموسة على التقدم في العمر. بالإضافة إلى الخوف من سقوط أطقم الأسنان في الأماكن العامة وهو أمر محرج. ولا يمكن تجاهل قضية تغير لون الأسنان؛ فمهما كانت مدى جودة نظافة الفم، فإن أسنان الجميع تتحول إلى اللون الأصفر مع تقدم العمر؛ نتيجة لذلك يشعر كبار السن بضعف الثقة بالنفس تجاه أسنانهم وابتسامتهم.
خطوات بسيطة لابتسامة تعزز الثقة بالنفس
من المهم أن نتذكر أن الصحة النفسية هي مسؤولية تتطلب معالجة شاملة، وتتضمن العناية الجسدية والنفسية على حد سواء. يجب أن ندعم أولئك الذين يعانون من مشكلات متعلقة بأسنانهم من خلال نشر الوعي عن كيفية التعامل مع هذه القضايا بشكل صحي، ونشجع على الحفاظ على الابتسامة الصحية والتصالح مع مظهرنا كما هو، دون قيد أو شرط.
كاتب المقال: مؤمن محمد حلمي
اترك تعليقاً