صرير الأسنان: الأسباب، الأعراض، والعلاج الفعّال

صرير الأسنان الأسباب، الأعراض، والعلاج الفعّال

هل تستيقظ أحيانًا وأنت تشعر بألم في الفك أو صداع غامض؟  

 قد يكون السبب هو ” صرير الأسنان“، أو ما يعرف طبيًأ باسم (Bruxism)، هو نشاط عضلي غير إرادي وغير وظيفي يتمثل في طحن أو ضغط الأسنان، يصيب أكثر من ثلث سكان العالم. قد يتحول هذا السلوك إلى مشكلة عندما يؤثر على عضلات الفك ووظائفها الحيوية، كما قد يسبب اضطرابات في النوم، صعوبة في التنفس، وزيادة في ضربات القلب.

الفرق بين صرير الأسنان أثناء النوم وأثناء اليقظة

يُصنّف صرير الأسنان إلى نوعين رئيسيين:

أثناء النوم:

 يُعتبر نشاطًا غير إرادي لعضلات المضغ، قد يكون إيقاعيًّا (Phasic) يتميز بانقباضات عضلية متكررة، أو مستمرًا (Tonic) يتميز بانقباض عضلي طويل وثابت. ورغم طبيعته الحركية، لا يُصنف كاضطرابًا في الحركة أو النوم لدى الأفراد الأصحاء.

أثناء اليقظة:

 يحدث خلال ساعات الاستيقاظ، ويتميّز بالتلامس المتكرر أو المستمر بين الأسنان، أو بتثبيت الفك السفلي أو دفعه. قد يعاني واحد من كل أربعة أشخاص من صرير الأسنان أثناء اليقظة وعلى غرار النوع الليلي، لا يُصنّف هذا النشاط كاضطراب حركي لدى الأشخاص الأصحاء.

الأسباب الرئيسية لصرير الأسنان

صرير الأسنان يحدث نتيجة لتشابك معقد بين عوامل جسدية ونفسية وبيولوجية. إليك أبرز المحفزات التي تقف خلف هذا السلوك اللاإرادي:

1- الوراثة والجينات

الاستعداد الوراثي يلعب دورًا مهمًا، حيث يمكن أن ينتقل هذا السلوك عبر العائلات، مما يشير إلى وجود عوامل جينية مؤثرة.

2- الناقلات العصبية

اختلال التوازن في بعض المواد الكيميائية داخل الدماغ مثل الدوبامين، السيروتونين، والنورأدرينالين، والهستامين قد يسهم في تحفيز نشاط عضلات الفك بشكل غير إرادي.

3- الأدوية والتأثيرات الجانبية

بعض الأدوية مثل:

  •  مضادات التشنج
  •  الفينيثيلامينات
  • مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs)
  •  ليفودوبا وفينفلورامين

قد قد تؤدي إلى ظهور طحن الأسنان كأثر جانبي

4- العوامل النفسية مثل:

  • التوتر العاطفي
  •  القلق
  •  وأساليب التكيف غير الصحية 

تُعد من أبرز المحفزات النفسية التي تؤثر على سلوكيات الفم، خاصة أثناء النوم.

5- اضطرابات الفم والأنف

من بين الأسباب المحتملة رغم أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن تأثيرها محدود أو غير مؤكد:

  • تضخم اللحمية (adenoid vegetations)
  • اضطرابات الإطباق السني (occlusal disharmonies) 

6- نمط الحياة

عادات مثل:

  •  تناول القهوة 
  • الكحول 
  • التدخين
  • استخدام الهيروين 

عادةً ما ترتبط بزيادة احتمالية الإصابة، خاصة عند اقترانها بالتوتر أو اضطرابات النوم.

7- الإصابات الجسدية

الإصابات التي تؤثر على الرأس أو الفك قد تخل بتوازن العضلات وتؤدي إلى صرير الأسنان كرد فعل تعويضي.

الآثار السلبية للضغط على الأسنان

يؤدي الضغط المزمن على الأسنان، سواء من خلال الطحن أو الشد بين الفكين إلى مجموعة من الأضرار التي تؤثر على صحة الفم والفك، أبرزها:

1- تآكل طبقة المينا

نتيجة الاحتكاك المتكرر بين الأسنان، تبدأ طبقة المينا وهي الطبقة الأكثر صلابة في السن بالتآكل تدريجيًا. ونظرًا لعدم احتوائها على خلايا حية فإنها غير قادرة على التجدد، مما يؤدي إلى كشف طبقة العاج الحساسة. هذا التعرّي يسبب ألمًا عند تناول الأطعمة أو المشروبات الساخنة والباردة، ويزيد من احتمالية تشقق الأسنان أو تلف الحشوات والتركيبات.

2- إجهاد عضلات الفك واضطرابات المفصل الصدغي (TMJ)

يسبب الضغط المستمر إجهادًا لعضلات الفك المسؤولة عن المضغ، مما يؤدي إلى تيبس وألم خاصةً عند الاستيقاظ. كما قد تظهر اضطرابات في المفصل الصدغي، مثل صعوبة فتح الفم أو سماع أصوات طقطقة واحتكاك أثناء الحركة.

3- مشكلات إضافية

تشمل تلف الأنسجة المحيطة بالأسنان مثل اللثة، مما قد يؤدي إلى انحسارها وضعف دعم الأسنان. كما يمكن أن تظهر آلام مزمنة في الوجه والرقبة، بالإضافة إلى صداع متكرر نتيجة شد العضلات المحيطة بالفك والرأس.

الأعراض المحتملة لصرير الأسنان 

تظهر أعراض صرير الأسنان (Bruxism) على النحو التالي:

1-  طحن أو ضغط الأسنان بشكل لا إرادي سواء أثناء النوم أو اليقظة.

2-  ألم في الفك أو الأسنان، ويكون ملحوظًا بشكل خاص عند الاستيقاظ أو بعد تناول الإفطار.

3-  ألم أو تيبس في الوجه خاصةً في منطقة الصدغين، وغالبًا ما يظهر صباحًا.

 4- صداع، ألم في الأذن، وتصلب في العضلات.

5- مشاكل في الأسنان مثل:

  •  الحساسية
  •  تكسر أو تآكل تآكل مينا الأسنان
  • ارتخاء الأسنان، والشعور بالألم عند المضغ.

6-  حساسية تجاه الأطعمة أو المشروبات الساخنة والباردة.

 في الحالات الشديدة، قد يؤدي صرير الأسنان إلى تلف كبير في الأسنان، ألم في مفصل الفك، إرهاق عضلي في الفك، ومضاعفات مثل تكسر الحشوات أو الأسنان.

قد تبدأ هذه الأعراض بشكل خفيف، لكنها قد تتطور إلى مشاكل خطيرة في صحة الفم إذا لم تُعالج. غالبًا ما تكون أصوات الطحن أثناء النوم أول مؤشر يلاحظه الآخرون، بينما يرتبط ضغط الفك أثناء النهار بالتوتر أو التركيز، مثل العمل على الكمبيوتر أو القيادة.

تقييم صرير الأسنان (Bruxism) إلى ثلاثة مستويات من الاحتمالية 

1-    المحتمل (Possible Bruxism): يُعتمد فيه على إفادة المريض الذاتية فقط دون وجود مؤشرات سريرية أو استخدام أدوات قياس.

2-    المحتمل بشدة (Probable Bruxism): يستند إلى نتائج الفحص السريري الإيجابي سواء أرفق المريض تقريرًا ذاتيًا أم لا.

3-    المؤكد (Definite Bruxism): يُعتمد فيه على أدوات تقييم موضوعية مثل تسجيلات النوم أو أجهزة القياس، بغض النظر عن وجود تقرير ذاتي أو فحص سريري.

علاج صرير الأسنان

1-    استخدام باسط للعضلات مثل:

  •  Cyclobenzaprine 
  • Diazepam

 يمكن أن يخفف توتر عضلات الفك ويقلل الألم، لكن يجب أن يتم تحت إشراف طبي بسبب خطر الإدمان والآثار الجانبية المحتملة.

2- دواء الكلونازيبام (Clonazepam) يُستخدم أحيانًا للأطفال بجرعات محدودة لتقليل الضغط أثناء النوم، مع التحذير من الآثار الجانبية، ويُفضل العلاج التحفظي والمراقبة الدقيقة.

3- العلاج الطبيعي يشمل:

  •  تمارين تقوية 
  • استرخاء عضلات الفك 
  • تقنيات التدليك
  • استخدام التحفيز الكهربائي العصبي عبر الجلد (TENS) لتخفيف التشنجات العضلية.

4-  تقنيات الاسترخاء مثل:

  •  اليوغا 
  • تمارين التنفس العميق 

تساهم في تقليل التوتر الذي بدوره يتسبب في الضغط على الأسنان.

5- التغذية الراجعة (Biofeedback) تساعد على زيادة وعي المريض بتوتر عضلات الفك والسيطرة عليها تدريجياً.

6-  تحسين عادات النوم واتباع تعليمات تنظيم النوم يقلل العوامل المحفزة للصرير أثناء النوم.

7-  الواقي الليلي وحواجز الإطباق (Occlusal Splints) تُستخدم لحماية الأسنان وتقليل توتر عضلات الفك، وهي فعالة إذا ما أُستخدمت بإشراف طبي.

8- يُنصح بتجنب إعادة تشكيل الإطباق السني بشكل لا رجعة فيه، إذ غياب الأدلة على فعاليتها واحتمال تأثيرها السلبي.

9- التوجه العام هو اتباع علاج تحفظي متعدد الأساليب يركز على تخفيف الأعراض وحماية الأسنان مع مراقبة الحالة وتعديل العلاج حسب الحاجة.

متى يجب زيارة الطبيب؟

لو لاحظت أي من الأعراض الأتية:

  1. ألم مستمر في الفك
  1. صداع صباحي متكرر
  1. تآكل أو تصدع في الأسنان
  1. انزعاج في منطقة الأذن بدون سبب واضح

الخاتمة 

صرير الأسنان ليس مجرد حركة لا إرادية ، بل هو مؤشر مهم يستوجب الانتباه والاهتمام.، وإذا تُرك دون علاج قد يسبب مضاعفات تؤثر سلبًا على جودة حياتك.

الخطوة الأولى للعلاج هي الوعي بالمشكلة. إذا لاحظت أي من الأعراض السابقة، فمن الضروري استشارة الطبيب المختص فورًا.

 التشخيص المبكر والعلاج المناسب يحميانك من تفاقم الحالة ويمنحانك راحة أكبر ونومًا أفضل.صحتك تبدأ بالاهتمام بالتفاصيل الصغيرة التي قد تبدو بسيطة لكنها تؤثر بشكل كبير على راحتك وجودة حياتك. 


الكاتب : عبير بدار


المراجع 

https://journals.sagepub.com/doi/full/10.1177/25158163241235574

https://scholar.google.com/scholar?as_ylo=2021&q=Bruxism&hl=en&as_sdt=0,5#d=gs_qabs&t=1759384272168&u=%23p%3DVZpHMq4PR44J

https://www.cda-adc.ca/en/oral_health/talk/complications/bruxism

https://www.nidcr.nih.gov/health-info/bruxism

https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/30962854

هل أعجبك هذا الموضوع؟ شاركه مع الأصدقاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


اكتب معنا على مدونة أسنانى.نت:

يمكنك الآن إنشاء بورتفوليو (سابقة أعمال) خاص بك على موقعنا